أنا مش هاتكلم عن الجيش، ولا عن أي حاجة الجيش عملها مؤخراً سواء حلوة أو وحشة. ليه؟ لأن ده لا يعنيني، أنا كل اللي يعنيني واللي هاتكلم عليه هي حقيقة الواقع الحالي، والمطالب اللي تحقيقها في أيد مين ما يفرقش معايا، لإن لازم نفضل نطالب بيها حتى تتحقق كدة أو كدة... في ايد الجيش في ايد مبارك في ايد الجن الازرق، لازم نفضل نطالب بيها لحد ما الجن الازرق يستجيب.
سقط مبارك ولم يسقط النظام.
طب جميل، إيه هي المطالب؟ خلينا نتكلم عن أهمهم دلوقتي: إقالة حكومة شفيق. "هتقولي هو شفيق مضايقوا في إيه، شفيق ده راجل محترم انتوا بس عايزين تمشوه عشان مبارك عينه بطلوا تفاهة. مش معنى إن رئيس الشركة كان فاسد يبقى كل الموظفين فاسدين".
بص يا سيدي، لازم نتفق على حاجة: مبارك عمره ما هيعين وزير غير وهو واثق إن الوزير ده وقف وراه وبيدعمه. مش منطقي إن مبارك يعين وزير أو رئيس وزراء معارض لسياسته، وخصوصاً في الفترة بعد 25 يناير والنظام يواجه أقوى تهديد ليه من سنين، هل يعقل إن مبارك يخاطر ويجيب رئيس وزراء غير موالي للنظام؟ أنا لا أتهم شفيق بأي تهمة سواء فساد أو غيره ربنا وحده أعلم، لكن إختيار مبارك ليه كوزير لمدة سنين وبعدها كرئيس وزراء يضع عليه علامات إستفهام تمنعني من الثقة فيه تماماً. دي حاجة. الحاجة التانية ما ينفعش تقارن حكومة ووزراء وعمل عام بشركة رئيسها فاسد. الوزير مش هيقبل منصب في الوزارة عشان لقمة العيش يعني، ولا مثلاً فساد مبارك كان سر. إنت لو انسان صاحب مبادئ قوية ضد الفساد والإجرام وانتهاكات حقوق الانسان، عمرك ما هتقبل منصب تحت واحد كل الناس عارفة إنه مجرم وسفاح. ياما ناس محترمة رفضت مناصب في الحكومة عشان اسمها ما يتوسخش.
هتقولي "طيب مش يمكن كان بيحاول يصلح من جوا؟ طب ما نديله فرصة ونشوف وبعدين نحكم". بالرغم من عدم اقتناعي تماماً بموضوع الاصلاح من جوا ده لاقتناعي التام إن زي ما نظام محترم مش هيسيب واحد فاسد في الوزارة، نظام مبارك الفاسد مش هيسيب حد يعاديه من الداخل، السؤال هو: ليه التمسك الشديد بشفيق؟ مش بتكلم تمسك منك أو من أي حد تاني، أنا بتكلم التمسك بيه من من بيده القدرة على تغييره.. ما يقلققش الموضوع ده؟ هي مصر مفيهاش ناس ما عليهاش علامات إستفهام تصلح تبقى رئيس وزراء خلاص فمضطرين نقبل شفيق؟ مش الأوقع والاسهل نجيب وحيد جديد ليس له أي صلة بالنظام القديم؟ وفي بدل الاسم ألف. نتفق إن حتى لو قولنا إن شفيق رجل محترم وكفاءة إلخ إلخ، نسبة الشك فيه والاسئلة اللي حوليه والاختلاف عليه أعلى من أي حد تاني ملوش علاقة بالنظام القديم ممكن يبقى مكانه. ليه ناخد مخاطرة أكبر مع شفيق؟
أحب بقى أضيف على الكلام ده و افكرك بشوية سقطات لشفيق كرئيس وزراء: 1) موقعة الجمال حدثت بعد وعده بحماية المتظاهرين (دي لوحدها كافية تشيل وزارة كاملة في أي بلد محترمة مش بس رئيس الوزراء)، 2) تم تغيير وزراء كتير لكن ساب وزراء من أيام مبارك في الوزارات السيادية زي الخارجية (أبو الغيط واخفاقاته نار على علم)، و وزير العدل المكروه من معظم القضاه، ده غير تعيينه لوزير داخلية جديد طلع من كام يوم يقولك الشرطة ما ضربتش نار على المتظاهرين والقناصة اللي ضربوا نار دول عناصر أجنبية. 3) منعه لإعادة حلقة ابراهيم عيسى على دريم اللي بينتقده فيها، ومحاولته لفرض نفسه على محمود سعد ثم بعدها يطلع على الهوا يحاول يسخن الناس على محمود سعد بإنه يقول مرتبه على الهوا، وكدة شوفنا إن مفيش أمل في حرية إعلام ولا أي نوع من الحرية أو الاحترام في ظل حكومة شفيق. 4) جهاز أمن الدولة لسة موجود وشغال الله ينور. 5) في ناس مفقودة ومعتقلة من يوم 25 يناير وما بعد والداخلية والجيش يقولك احنا معندناش معتقلين. 6) العقول المدبرة ورا الفساد السياسي زي جمال مبارك وصفوت الشريف وغيرهم لم يتم محاكمتهم بالرغم من إن الفساد السياسي أخطر مليون مرة من الفساد المالي أو الاداري. 7) قانون الطوارئ لسة موجود.
هل إنت دلوقتي مش قلقان وحاسس انك بتاخد على قفاك؟
هتقولي "بس يا عم لو شيلنا شفيق دلوقتي هيحصل فوضى وهرجلة، والتغيير مش بيحصل في يوم وليلة، و بعدين هو الجيش هيعمل إيه ولا إيه". أقولك إن مبدئياً كل تغيير وزاري حصل في أخر عشروميت سنة في مصر حصل في يوم وليلة (ومن غير أسباب كمان). شفيق شخصياً جه كرئيس وزراء في يوم وليلة وولا حصل فوضى على هرجلة ولا حاجة. غير كدة فعلاً معظم المطالب التانية تتحقق في يوم ليلة: الافراج عن المعتقلين: يخلص في يوم أو يومين، حل جهاز أمن الدولة: قرار يتاخد فوراً أصلاً وممكن يقدموا جدول زمني ياخد إسبوع ولا إسبوعين للتحقيق مع ظباط أمن الدولة وتحويل المتهم فيهم للمحاكمة. الموضوع مش علم صواريخ زي ما إنت شايف ومش صعب خالص يعني، ولو الجيش فعلاً عليه ضغط كبير كدة، عنده اوبشن إنه يعين مجلس رئاسي معظمه مدنين يخففوا عنه شوية.
هتقولي "ماشي بس احنا بنثق في الجيش وأكيد الجيش مش هيسيب الثورة تضيع". يا صديقي أنا كمان والله باثق في الجيش وبحبه ومقدر دوره في الثورة كمان و هنفضل لأخر لحظة بنقاوم أي محاولات لتدمير هذه الثقة بين الجيش و الشعب، بس المثل بيقولك إيه؟ حرس ولا تخونش. الثورة دي بتاعتنا احنا قبل أي حد تاني... احنا الشعب المدني اللي نزل اتبهدل واتضرب واتقتل في الشارع، ودفع الضريبة 800 شهيد ودم وعرق ودموع. لو عندك حاجة غالية أوي وتعبت عشانها أوي بتبقى محافظ عليها وخايف عليها حتى من أكتر الناس اللي بتثق فيهم. وهي دي الطريقة اللي لازم نتعامل بيها مع ثورتنا، بنثق في الجيش أكيد، بس ما ننكرش إن احنا شايفين مماطلة غير مبررة في تحقيق المطالب، مفيش ضمانات كافية، والواحد بصراحة حاسس إنه في حاجة غلط وإنه بياخد على قفاه وده حقنا إن احنا نقلق. بنثق في الجيش بس مش عايزين تأليهه، الشعب لازم يفضل الرقيب على الجيش والثورة وتنفيذ المطالب حتى النهاية، والرقيب لازم يفضل قوي حتى النهاية عشان حتى الجن الازرق يعمله ألف حساب، واحنا كشعب معندناش غير مصدر قوة واحد والله: و هو التظاهر والاعتصام. ما ينفعش تكتفي بتحقيق بعض المطالب بس، فرصة الثورة وبداية جديدة مش بتيجي كل يوم، دلوقتي فرصتنا نحقق أكبر قدر من المكاسب والضمانات لمستقبل أحسن. لو كنا بنفكر بعقلية المكاسب دي كفاية كان زمان مبارك لسة بيحكم.
هتقولي "ماشي أنا اقتنعت، بس التظاهر والاعتصام هيخرب البلد: لو رجعنا نعتصم تاني الامن هيبوظ أكتر ما هو بايظ، وحظر التجول هيرجع أوسخ من الاول، ومحدش هيشتغل والاقتصاد هينهار والناس اللي شغالة باليومية حالها هيوقف". بص يا سيدي: 1) المكاسب والمطالب السياسية أهم كتير من اى حاجة تانية بما فيها الاقتصاد. ليه؟ لإن المطالب السياسية دي هي اللي هتضمنلك بعد كدة إن مفيش فساد وسرقة، هي اللي هتحط الناس الصح في الاماكن الصح والناس دي هتطور البلد والاقتصاد إلخ إلخ، فبالتالي بدون تحقيق كل المطالب السياسية، عليه العوض ومنه العوض في الاقتصاد والتطوير والتعمير والتعليم ويبقى يا أبو زيد ما غزيت. 2) بما انك جبت سيرة الاقتصاد والناس اللي شغالة باليومية: طبعاً كلنا عارفين الآف (أيوة الآف) المليارات اللي كانت بتتسرق من مصر. احنا بس عايزين نتأكد بيقين أكبر إن الكلام ده مش هيتكرر ولو حتى على خفيف، وعايزين نتأكد بيقين أكبر إن الناس الغلابة اللي شغالة باليومية متفضلش شغالة باليومية كتير. مش عايزين نلعب لعبة البخت في أي حاجة. 3) موضوع إنعدام الامن وحظر التجول ده عشان البوليس مرجعش بذمة. رجعوا الداخلية يا عم ومحدش هيتعرضلهم طالما هما في حالهم وبيشوفوا شغلهم بالقانون.
هتقولي "بس مش هنضحك على بعض، حتى لو حصل والداخلية رجعت إلخ إلخ البلد هتتأثر ولو أقل كتير بالاعتصامات في التحرير". صح أنا معاك يبقى إيه العمل؟ العمل إن نضغط بأقصى قوة من أول يوم عشان نضمن وصول رسالة إن الثورة مستمرة، ونضمن تحقيق المطالب (اللي زي ما شفنا ممكن تتحقق بسرعة جداً) في أقصر وقت ممكن وبالتالي نقدر نرجع بيوتنا بسرعة ونمارس حياتنا الطبيعية ونتجنب الخسائر. اللي 100 ألف يقدروا يجيبه في شهر، مليون هيجيبوه في إسبوع، 10 مليون هيجيبوه في يومين، 20 مليون هيجيبوه في كام ساعة.
المصريين اثبتوا انهم ابطال في مواجهة الرصاص والمولوتوف والبلطجية والقنابل، لكن الوقت الحالي يطلب نوع مختلف من البطولة. الوقت ده عايز ابطال مش هيسيبوا دم الشهداء يروح هدر. الوقت ده عايز ابطال فاهمين إن أي مطلب شرعي مهما كان صغير، لازم نعامله زيه زي أكبر المطالب. الوقت ده عايز ابطال نفسهم طويل وبيبصوا لقدام، عايز ابطال فاهمين مبدأ خسارة مؤقتة مقابل مكاسب دائمة. أرجوك افتكر الكلام ده، عشان لما شفيق يمشي - وأنا متأكد هنمشيه - هنرجع نقول الكلام ده تاني، عشان مطلب شرعي تاني.
هتقولي "طب إيه يعني ممكن يحصل لو اكتفينا باللي خدناه؟ الباقي ممكن ييجي قدام بقى". صح ممكن ييجي. بس برضو ممكن ما يجيش. مخاطرة صعبة جداً!! لو حصل وما جاش و ده الأرجح من رأيي، يبقى إنت بتواجه فساد سياسي مستخبي ورا قناع الشرعية الثورية، وبتسيب الفرصة يطلعلك مبارك جديد ويبقى كل اللي عملناه راح. اديكوا شفتوا تمثلية الديمقراطية اللي مبارك كان عاملها بوظت الدنيا ازاي، ما بالك بقى بالتمثلية الثورية.
في ناس لم تثق في الثوار أكثر من مرة وخذلوهم، والثوار كل مرة لم يخذلوهم.
موعدنا يوم الجمعة، متنساش تاخد معاك بطانية و سندويتشات. حرية وكرامة - كن مع الثورة
original note here
No comments:
Post a Comment